You are viewing the Arabic translation of this post. View the English version here.
هذا المنشور هو المنشور الرابع في سلسلة “الكشف عن مسح الموازنة المفتوحة“، وهو عبارة عن سلسلة من المدونات التي تستكشف ثراء بيانات مسح الموازنة المفتوحة وبعض الطرق المختلفة التي يمكن استخدامها بها.
يعد الإقبال على وثائق الموازنة الحكومية متعددة الصفحات أمرًا نادرًا. فهي عادةً ما تتكون من مئات الصفحات التي تحتوي على أرقام ومخططات بالإضافة إلى مصطلحات فنية يصعب على القرّاء الحاصلين على شهادات متقدمة أيضًا فهمها. لا عجب إذن أن غالبية المواطنين يواجهون صعوبة في فهم ما تدور حوله موازنات الحكومة، بالرغم من التأثير الكبير الذي يمكن أن يكون لتلك الموازنات على معيشتهم. يلعب المجتمع المدني والإعلام، في العديد من البلدان، دورًا مهمًا في “ترجمة” معلومات الموازنة للجمهور العام. لكن يجب أيضًا على الحكومات أن تهتم بإبلاغ العامة بعمليات الموازنة وسياساتها. ويتمثل أحد الأساليب التي يمكن اتباعها لإجراء ذلك في نشر موازنات المواطنين؛ أي وثائق أكثر اختصارًا وبساطةً تستهدف الجمهور العام.

لقد أصبحت أنواع الوثائق غير الفنية هذه أكثر انتشارًا عبر العقود الأخيرة. أوضح استبيان الموازنة المفتوحة الذي تم إجراؤه في عام 2010 أن دولة واحدة على الأقل من بين خمس دول قامت بنشر موازنة للمواطنين، وبحلول عام 2015، قام ما يزيد عن نصف الدول التي ضمها هذا الاستبيان بهذا الأمر. كما بدأت مؤسسات مثل البنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تشجيع الحكومات على استخدامها كجزء من استراتيجياتها لتقديم معلومات مالية أساسية للعامة.
توجد العديد من المنهجيات للكشف عن موازنة المواطنين ونشرها. وقد وضعنا صفحة موارد لتقديم بعض الإرشادات المفيدة بشأن كيفية تجميعها، والتوقيت الذي ينبغي نشرها فيها، وكيفية نشرها. ولكن هناك جانبان يستحقان استكشاف المزيد: أهمية إشراك العامة في وضع موازنة المواطنين، والحاجة إلى استراتيجيات أكثر ابتكارًا للوصول إلى نطاق أوسع من الجمهور.
أهمية مدخلات المواطنين
نظرًا لأن موازنات المواطنين تستهدف العامة، فمن المنطقي أن نسأل عن الخطوات التي تم اتخاذها لضمان ملاءمتها وسهولة الوصول إليها من قِبل الجمهور العام. ويتمثل أحد أساليب القيام بذلك في إشراك المواطنين في هذه العملية، إلا أن نسبة قليلة فقط من الحكومات تبذل جهدًا للقيام بذلك. وكشف استبيان الموازنة المفتوحة لعام 2015 أن 17 بلدًا فقط من أصل 102 بلد شملها الاستبيان قد وضعت آليات للتشاور مع العامة بشأن موازنة المواطنين.
ومع ذلك، تتخذ عدد من البلدان خطوات لإشراك العامة بشكل أكبر، ويمكن أن يقدم مثل هؤلاء الروّاد نماذج مفيدة ليتعلم منها الآخرون. ففي المغرب، نشرت وزارة المالية موازنة المواطنين على الإنترنت وأنشأت عنوان بريد إلكتروني مخصص للمواطنين لتقديم أفكار وتوصيات بشأن تحسين الوثيقة. وأجرت الوزارة استبيانًا خارجيًا حول مستوى الرضا في عام 2013 لفهم ـ بشكل أفضل ـ ما عرفه المواطنون وفكروا فيه بشأن أهداف موازنة المواطنين ومحتواها. وقد وضعت كل من كوريا الجنوبية والسويد طرقًا للمواطنين لتقديم الاقتراحات والأفكار والتعليقات على موازنات المواطنين. وغالبًا ما تكون هذه الأنظمة مستندة إلى الويب ويمكن الوصول إليها على نطاق واسع من قبل الجمهور، وتسمح بالتعليق على مجموعة أوسع من القضايا بخلاف تلك المتعلقة بشكل صارم بالموازنة.
وكانت منظمات المجتمع المدني جزءًا لا يتجزأ من العملية في عدد من البلدان. ومنذ عام 2012، عملت وزارة المالیة التنزانیة عن کثب مع مجموعة عمل الموازنة التي تقودھا إحدى منظمات المجتمع المدني لصیاغة موازنة المواطنين ونشرها. وقد وصف المجتمع المدني التنزاني العلاقة بأنها علاقة تعاونية للغاية ودفعت بالعديد من الأفكار الإبداعية والشاملة. كما قام مكتب المراجعة الوطني بإعداد تقارير مراجعة للمواطنين (نُسخ مُبسّطة من تقارير المراجعة) كل عام، وعمل مع منظمات المجتمع المدني لضمان وصولها إلى قاعدة واسعة من الجمهور ولضمان تأثيرها.
كانت جهود البلدان الأخرى في التعامل مع المواطنين أقل ثباتًا، ولكنها مع ذلك تقدم بعض الأفكار الرئيسية التي يمكن تكرارها في أماكن أخرى. وأجرت أمانة الموازنة الاتحادية البرازيلية استطلاع رأي للعامة لتحسين المحتوى، وعملية الصياغة، ونشر موازنة المواطنين لعام 2013. وفي جمهورية الدومينيكان، أجرى مكتب الموازنة استبيانات وعقد مجموعات تركيز مع منظمات المجتمع المدني والمواطنين والخبراء لإدخال تحسينات على بوابة موازنة المواطنين التي يؤسسونها. ومن غير الواضح ما إذا كانت العملية قد تم تكرارها أم لا، ولكن تم نشر موازنات المواطنين في كل من عام 2015 و2016.
استراتيجيات للوصول إلى نطاق أوسع من الجمهور
يدرس استبيان الموازنة المفتوحة أيضًا كيفية قيام الحكومات بنشر موازنات المواطنين لتصل إلى نطاق واسع من الجمهور. وينبغي للحكومات استخدام مجموعة متنوعة من الوسائل (مثل الإنترنت، واللوحات الإعلانية، والبرامج الإذاعية، والصحف) لنشر الأمر. من بين 54 بلدًا ينشر موازنة المواطنين، نشر 34 بلدًا الوثيقة بأكثر من طريقة واحدة، ونشرها 14 بلدًا بأكثر من ثلاث طرق. وهذا يشير إلى أن العديد من الحكومات تهتم جديًّا إلى حد ما بالوصول إلى جمهور عريض.
هناك بعض الأمثلة البارزة التي يمكن الاعتماد عليها. فقد نشرت حكومة المكسيك موازنات المواطنين لكل من مقترح الموازنة للسلطة التنفيذية لعام 2014 والموازنة المقررة على موقع الويب التابع لها والخاص بالشفافية. وأتيحت أيضًا نُسخ مطبوعة من هذه الوثائق وتم عرضت ملصقات في بعض مكاتب الحكومة الاتحادية. وحتى وقت قريب، أصدرت دائرة الموازنة في الفلبين نُسخًا مبسطة من عدد من وثائق الموازنة الرئيسية ونشرتها على موقع إلكتروني مخصص. كما تم توفير نُسخ مطبوعة للمواطنين عند الطلب، وتم تقديمها إلى واضعي القوانين، ومنظمات المجتمع المدني، ومجموعات الأعمال، والصحفيين، ووحدات الحكومة المحلية، والمدارس. وأخيرًا تم أيضًا إصدار معلومات مُصوّرة ونُسخ تشتمل على ميزات الصوت والفيديو. وفي سيراليون، أتيحت موازنة المواطنين لعام 2014 وأجريت مناقشات بشأن الموازنة في اجتماعات المجلس المحلي، وفي الإذاعة، وعلى شاشات التلفزيون.
تحسين إمكانية الوصول إلى موازنات المواطنين وتأثيرها
يوجد عدد متزايد من البلدان التي تنشر موازنات المواطنين. وترجع أيضًا الكثير من الحكومات إلى المواطنين ليساعدوها على تحسين الوثيقة والتخطيط لأساليب مختلفة لتوصيل المعلومات التي تحتوي عليها الوثيقة إلى نطاق أوسع من الجمهور. ومع ذلك، هناك مجال كبير للتحسين. يمكن للحكومات بذل المزيد من الجهود لتعزيز آليات التشاور مع العامة، وذلك كجزء من عملية أوسع لإشراك العامة في المسائل المتعلقة بالموازنة ولجعل موازنات المواطنين أكثر فائدة وأسهل في الوصول إليها ولجعلها قابلة للفهم من قِبل جميع الأفراد.
بينما تقدم صفحة الموارد الخاصة بنا بعض المبادئ التوجيهية المفيدة وتسلط الضوء على بعض الأمثلة على الممارسة المبتكرة، فإننا نترقب دائمًا الوصول إلى منهجيات جديدة ومختلفة لإشراك المواطنين في الموازنات ولجعل موازنات المواطنين أداة أكثر فعالية للقيام بذلك. تواصل معنا إذا كانت لديك أي أمثلة خاصة بك.
0 Comments